#أخبار_بالكيلو 31/05/2019 عن اعتلال المواطنة

# أخبار_بالكيلو عن اعتلال المواطنة

كثيرة هي العلل والأمراض والظواهر القبيحة التي يعاني منها المجتمع البشري، وأسوأ ما أصاب شعوبنا اللبنانية هو احتضانها لكل الظواهر والأمراض البشعة.
في لبنان، اكتشفت #أخبار_بالكيلو علّة جديدة، علّة تستهدف شريحة واسعة من اللبنانيين، ممكن تحديدها بسهولة من خلال بعض التصرفات الإجتماعية، نذكر منها التالي مثالاً لا حصراً:
المصاب بهذه العلة يشتري سيارة ثمنها ٥٠ ألف دولار، ويدفع تأمين شامل حوالي ٢٠٠٠ دولار سنوياً وعقلبو متل العسل، لكنه يلعن الدولة وأخواتها إذا دفع ٣٠٠$ رسوم ميكانيك. وبنفس الوقت، يحمل هاتفه الخليوي ويصوّر الجور على الطريق ويلعن تقاعس الدولة وأخواتها لأنها لا تحسّن الطرقات.
يصل إلى منزله ولا يجد مكاناً يركن فيه سيارته، لأن أولاد عمّه وخالته الذين يملكون منازل ومحلات في الشارع، قد تعدّوا وتمدّدوا إلى الطريق العام في مخالفتهم قانون البناء. فيبدأ بشتم الدولة من جديد.
وإذا ركن السيارة أخيراً، هو لا يستطع السير على الرصيف، بسبب التعديات. فيرمي سيجارته على الطريق، يدعسها ويدخل المنزل حانقاً.
أما أقرباءه الآخرين، فيلعنون الدولة وأخواتها لأنها لم تجد لهم وظيفة بعد، بحيث لا يداومون ويقبضون راتباً ومخصصات.
جيرانه وسكان الحي، يشتمون الدولة لأنها
تقطع الكهرباء التي لا يدفعون ثمنها أصلاً. فهم علّقوا على الشبكة وليس لديهم عداد دولة، كما أنهم لا يؤمنون بالعدادات من أساسها.
هذه العلّة ليست بمرض يلتقطه المواطن بالعدوى، لكن قد ثبت بالعلم وبالمراقبة، أنه عطب جيني يضرب شريحة أو شرائح لبنانية قد تكون مختلفة في ما بينها بالزمان والمكان، لكنها متوحّدة بطريقة التفاعل مع هذا الخلل.
فهم يخرجون إلى الحياة من أحشاء أمهاتهم، يلعنون الدولة ثم يمضون حياتهم مستقتلين للدخول إلى ملاكها توظيفاً، تعاقداً أو كيفما كان.
هذه العلّة ليست كأي داء ولا مستعصية بالمعنى المكتسب للكلمة، بل هي قابلة للشفاء بلقاح بسيط جداً، إسمه "لقاح الدولة بيتك."
به وحده تصطلح الأمور والصحة العامة.
فاصل ٢٤ساعة ونعود مع #هايدبارك_بالكيلو

Comments

Popular posts from this blog

كل الحق عالـ 7-1 ، وصلت إلينا ونقشت!

فخامة الرئيس غبطة البطريرك

عن المنع والمقاطعة