The Herd Mentality and Deindividualization

تكلمنا كثيراً وتساءلنا عن ظاهرة الحشود وتصرف البشر ضمن المجموعات.
لاحظنا أموراً جيدة وأموراً سيئة، ثم عدنا وتساءلنا، لماذا تصرفات من نعرفهم بالشخصي وفردياً، تختلف بشكل شنيع عندما يصبحون في تجمّعات؟
فقمنا ببحث صغير وهذا ما توصلنا إليه:
يقول الجنرال جورج باتون: "إذا كان الجميع يفكر على حد سواء، فعندئذٍ لا أحداً يفكر".
فالبشر هم كائنات إجتماعية، أو حزمة من الحيوانات.
ولكن أحياناً تقوم هذه الحزمة بقهر فرديتنا وينتهي بنا الأمر أن نقوم بأعمال، فقط لأن الآخرين يقومون بها - علماء النفس يسمّون ذلك "عقلية القطيع" (Herd Mentality).
فهي تخلق الميل للمتابعة (to follow)، حتى لو كانت نتيجة تلك المتابعة سيئة أو كارثية.
فكّروا بالشغب من بعد مباراة فوتبول، أو بالذعر المصرفي، أو بركوب موجة مواقع تواصل إجتماعي - سلفي بنصف عين، لاصق على الفم، أو فيديو تحدي سطل الثلج، الخ...
ولماذا إذا نشر أحدهم فيديو يدافع به عن رجل مسن يقول أنه مطرود، وجب على الطارد أن يتعرض للهجوم قبل أن نعرف نتيجة التحقيق وصحة الفيديو وحقيقة القصة؟
لماذا على الغرباء أن يركبوا موجة تأديب إنسان لم يعرفوا قصته بعد، وفقط لأن أحدهم نشر الفيديو وبدأت التعليقات عليه؟

يقول علم النفس أن السبب يعود الى عقلية القطيع المتجذّرة في الضغط الإجتماعي (social pressure). فكلنا يريد أن يكون مقبولاً إجتماعياً، وفي أوقات الضغط العصبي (stress)، يصبح الضغط الإجتماعي أقوى بكثير.
ثم عندما يلتحق البشر في الحشد أو في المجموعات، يفقدون حس الفردية، مما يتسبب بانخفاض نسبة الكبت والقيود.
وقد أثبتت الدراسات أن البشر في التجمعات، تشعر بالذنب أقل، تختبر أحكام أقل، وتتمتع بدعم أعضاء "العصابة" الفاقدين للفردية.
من هنا تصبح البذاءة والتصرفات غير اللائقة، كما التعرض للكرامات، مواضيع سهلة في التظاهرات ولا تُشعر مطلقيها بأي ذنب كان.
في عالم الإنترنت، هنالك شي إسمه positive herding، أي عندما يكبس أحدهم لايك على صورة أو منشور، تجدون أكثر من ٢٥% من المتابعين وضعوا لايك حتى من دون قراءة المنشور. فهم لا يهتمون سوى بركوب  تلك المقصورة (Bandwagon) المشهورة. وبحسب دراسة لجامعة Sussex، فإن الالتحاق بتلك الbandwagon يجعل ركابها يشعرون بنوع من القوة، إذ باتوا جزءاً من مجموعة أكبر.
إن ضغط القطيع قوي جداً لدرجة أننا نستمع لموسيقى في السيارة وبمفردنا، مختلفة عمّا تكون عليه عندما نحاول الإنتماء إلى مجموعة وحفل جماهيري حاشد.
وبالحديث عن السيارات، نجد أن البشر يصبحون لا-فرديين deindividualized أثناء القيادة وبالتالي يصبحون عضواً في تلك العصابة على الطرقات، يصرخون ويشتمون أمام أية مشكلة صغيرة مع سائق سيارة أخرى.
أما أفضل من وصّف هذه اللا-فردية، فهو عالم النفس الشهير، غوستاف لوبون في القرن التاسع عشر عندما قال:
"في التجمعات البشرية، ينزل الإنسان عدة درجات في سلّم الحضارة. معزولٌ، ممكن أن يكون إنساناً مثقفاً، أما في التجمعات، فهو بربريّ".

نعود الى فيديو العجوز المطرود، فالسبب الذي من أجله تفاعل معظم رواد التواصل الإجتماعي والإعلامي معه، ليس بالضرورة لأنهم مهتمون بالموضوع - قد يكون ٥% مهتمين، أما ال٩٥% الباقين، فهم لحقوا ال٥% لإنهم بحاجة لإشباع تلك الرغبة بالإنتماء الإجتماعي والشعور باللا-فردية.
(The need for social belonging, and to feel deindividualized)
نختم بمقطع بالإنكليزية ل غوستاف لوبون نفسه:
"The masses have never thirsted after truth. They turn aside from evidence that is not to their taste, preferring to deify error, if error seduce them. Whoever can supply them with illusions is easily their master; whoever attempts to destroy their illusions is always their victim"
@LeJoe_ 

Comments

Popular posts from this blog

كل الحق عالـ 7-1 ، وصلت إلينا ونقشت!

فخامة الرئيس غبطة البطريرك

عن المنع والمقاطعة