عن المنع والمقاطعة

بالعادة لا أحب الدخول بزواريب الرقابة والمنع وهيدولي القصص، لإنه برأيي، هذا موضوع مخلوطة فيه المبدئية مع الواقعية وكامشنا بكل إستعمالاتنا اليومية والحياتية.
فشئنا أم أبينا، نحن نموّل يومياً الكيان الصهيوني!

لنأخذ مثلاً شركة آبل، فإذا كانت لا تعلن المبلغ المباشر الذي تدفعه للعدو الصهيوني، فهي تدفع مليارات كضرائب للخزينة الأميركية وهذه الخزينة تجيّر المليارات كأسلحة للكيان الصهيوني ليحتل أراضينا ويقتل أطفالنا بها.
لن أعدد شركات السيارات ولا شركات الملابس والفاست فوود والمقاهي على أنواعها والأهم الأهم، شركات الدخان ونحن أكثر الشعوب إستهلاكاً لهذه الآفة. 
فجميعها تساهم بدعم إسرائيل أقله من خلال دفعها للضرائب.
وفي هذه اللحظة، هنالك من يرتدي بولو شيرت وكالفين كلاين جينز وحذاء هيلفيغر، جالس في مقهى ستارباكس يدخن مارلبورو لايت وماسك بيده آيفون ويكتب أناشيد الثورة لمقاطعة داعمي إسرائيل!

أما هوليوود، فحدّث ولا حرج عن كمية وحجم تصهينها ومساهمتها في تمويل هذا الكيان السرطاني.
فالمنطق المبدئي يتطلب منا ليس فقط مقاطعة فيلم لمخرج أعلن صراحة بتبرّعه لإسرائيل، لا بل مقاطعة كل إنتاجات هوليوود ومن دون استثناء، وليس فقط لأن ٩٠% من المنتجين هم يهود متصهينين، بل أيضاً لأن بني صهيون وأزلامهم في الولايات المتحدة يمنعون ويقاطعون أصغر فيلم وثائقي حتى لو كان من إنتاج أميركي مستقل، يكون فيه تشكيك بالهولوكوست أو إبراز الدور الإجرامي والإرهابي للكيان الإسرائيلي أو حتى حقيقة مساهمة اليهود في تعذيب وصلب يسوع المسيح، كما حصل مع ميل غيبسون في فيلمه Passion of the Christ.

شخصياً، لا أطيق سلطة تمارس عليّ دور الأبوة الغبيّة من خلال رقابة ومنع، ولا أطيق اليسار الصهيوشيوعي ومعاييره المزدوجة المشبوهة، بل أحبذ السلطة التنويرية التي تشرح وتشرّح للفرد خلفية أي عمل وتترك له القرار بأن يقاطع وحتى بأن يساعدها بقذف هذا العمل علناً.

فلنقاطع كل بمفرده وهذا أنجح وأنجع بكثير من بهورات البعض.

@LeJoe_ 

Comments

Popular posts from this blog

كل الحق عالـ 7-1 ، وصلت إلينا ونقشت!

فخامة الرئيس غبطة البطريرك