#أخبار_بالكيلو 07/05/2019 عن التغيير

# أخبار_بالكيلو عن التغيير

"شو باك بتضل بصلتك محروقة؟" كانوا أهلي يقولون لي.
فقد كنت من الأولاد الذين إن أرادوا شيئاً، فالآن.
ومع التقدم في العمر وربما النضوج، صار نفَسي أطول.
لا أقول هذا لأبرّر ولا لأفلسف بطء التغيير والإصلاح.
أقوله لأن الشعوب اللبنانية غير جاهزة للتغيير، وقد أثبتت هذا الأمر، الإنتخابات النيابية الأخيرة في الإقتراع المتدني بظل قانون إنتخاب نسبي (تغييري) لأول مرة في تاريخ لبنان!
فشعوبنا اللبنانية تعشق جلّاديها، وتموت في سبيل بقائهم في السلطة.
أما في نصف الكوب الملآن، فقد علّمتنا التجارب أن النتائج تكون كارثية على حركات التغيير السريع عند الشعوب الخمولة والمدجّنة كما هو حالنا.
على سبيل المثال، كان الإنحلال الأخلاقي-الإقتصادي في روسيا وأوروبا الشرقية بعد سقوط الإتحاد السوفياتي، ورجع التخلف والغوغائية إلى بلدان ما سمّي بالثورات والربيع العربي بعد سقوط "ديكتاتورياتها".
بالمقارنة، نجد أن جيل "لبنان الطائف" الحالي، قد نشأ على أيدي أمراء الحرب والميليشيات، وفي دكاكين مدرسية وجامعية.
ولو أردنا تطبيق التغيير من خلال معادلة رياضية، يجب علينا البدء في بناء جيل جديد، نربّيه من الآن على فكر رجالات الدولة والمؤسسات الشرعية، وعلى فكر مناهج تعليمية تدرّس التربية المدنية، البيئية والأخلاقية، بنفس صرامة ودرجات المواد العلميّة والأدبية. كما علينا تزويده بلقاح مناعة ضد #إعلام_الأجندة.
لأن هذا الجيل وبمعظمه هو عبارة عن ببغاء اتهامات جاهزة، تعميمية وكاذبة، بهدف تبرير فساد وسرقات زعيمه، وبالتالي لن يهضم التغيير السريع. وإن حصل ذلك، ستكون نتائجه كارثية مثل قانون إنتخاب نسبي دائرة واحدة في بلد شقيق. أو مثل حرية وديمقراطية الإنتخابات في أمكنة أخرى، حيث وقع اختيار الشعب على حماس والإخوان!
هكذا إذاً، صرنا نتفهّم البطء في التغيير، على أمل أن لا تتوقف عمليّة القضم-ثم-الهجوم التي ينتهجها رئيس العهد، كما حصل في عدة ملفات وآخرها في التفتيش القضائي...
إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ.
فالتغيير والإصلاح يبدأ بالفرد أولاً، وبالتفاصيل الصغيرة ثانياً. وعندما تمر بشارع كله أوساخ، وترمي أوساخك من نافذة السيارة بحجة "شو وقفت عليي؟" تكون قد أقفلت باب الأمل على كل ما هو إصلاح وتغيير.
عندها فقط، سنسألك نحن، بأيّةِ حالٍ عُدتَ يا جيلُ؟
فاصل ٢٤ ساعة ونعود.

Comments

Popular posts from this blog

كل الحق عالـ 7-1 ، وصلت إلينا ونقشت!

فخامة الرئيس غبطة البطريرك

عن المنع والمقاطعة