هل تذكرون؟

My article was published as a free opinion at:
http://www.tayyar.org/Tayyar/ArchivedNews/PoliticalNews/ar-LB/2011/8/14/botros-harb-joseph-el-khoury-pb-856816.htm

06/07/2011  -  جوزف الخوري 

من الواضح جداً بأن الشعب اللبناني هو من أكثر الشعوب فقداناً للذاكرة الجماعية، كما أنه من أقلّهم حساباً للمرتكبين.

هذا ليس بتجنّي على الشعب اللبناني وأنا واحداً منه، بل انه توصيف لحقيقة كنا نتغنّى بها أيام الحرب من حيث القدرة على النسيان وسرعة التأقلم بين القصف ودفن شهدائنا نهاراً والرقص واللهو ليلاً!
ربما قد تكون حالة صحية كي لا نصاب باضطرابات نفسية، إنما بقائنا في فقدان للذاكرة الجماعية وللمحاسبة، لن يبني لنا وطناً ولا مؤسسات.

لذا، من المفيد أن نستذكر سويةً بعض المحطات لعيّنة صغيرة من الشخصيات التي تدّعي الحرص على الدولة و"تحب الحياة":

هل تذكرون الآب والابن والروح الحريرية؟
هل يمكن أن ننسى ما فعلته هذه المدرسة إن من حيث الفساد في الإدارات وان من حيث الهدر في المال العام والموازنات من دون قطع حساب والدين العام مقابل رهان توطين فئة من مذهب معيّن، وتجنيس ما يوازي10% من عدد سكان لبنان، للصدفة أنهم من مذهب معيّن؟

هل ننسى ادعاء البطولات وكسر الأيدي ولن يأخذوا توقيع على مرسوم التجديد للرئيس لحود، فإذا بالمرسوم يوقّع ويجرّ معه كل أعضاء كتلة المستقبل (ما عدا مسرحية امتناع غطاس خوري)؟  وبعد الخروج السوري من لبنان خرجوا هم على الشاشات وادعوا بطولات التحرير. فإذا بهم فعلاً يطبّقون المثل الشعبي القائل: "قوم عنّي تفرجيك".

هل ننسى حملة تلفزيون المستقبل على حكومة الرئيس الحص بحيث إن أمطرت الدنيا، ذهب مصوروه إلى أحياء البؤس في الأوزاعي ناقلين بأن هذه هي حال العاصمة بيروت. وكأن بيروت في عهد غير عهد الحريري هي بيوت تنك وطرقات تراب ومياه مبتذلة تطفو على سطح الأرض؟

هل ننسى ما فعله الابن والروح في التحالف الرباعي2005 وحرب تموز 2006 وانتخابات 2009، فكان شراء الأصوات يتم عن نفس الشهيد وروح الشهيد ومن ليس معنا، هو قاتل الشهيد؟
هل ننسى الحقيقة ليكس وتآمر الابن مع شاهد زور يأخذ منه التعليمات ولوهلة أحسسنا بان زهير الصديق سوف يقوم ويصفع ابن الحريري ؟

هل ننسى الدعوى الجزائية التي رفعت على فؤاد السنيورة في قضية محرقة وهمية للنفايات كلّفت الخزينة ملايين الدولارات؟ فكانت النتيجة إن كوفئ السنيورة بإعادته وزيراً للمال في حكومات الشهيد ومن ثم رئيساً للوزراء من بعد استشهاد الرئيس الحريري؟! ويطلع علينا أحدهم شالحاً ربطة عنقه من كثرة ما هو مشنوق، ليحاضر بالعفة وبالارتياب المشروع!

يلزمنا مئات الصفحات لتعداد هذه الحقبة الفاسدة من تاريخ لبنان فنكتفي بتلك الأمثلة المعبّرة والملخّص التالي عن ما يسمّيه البعض، "انجازات المدرسة الحريرية":
1- انجاز 60 مليار دولار أميركي دين عام.
2- انجاز صرف 12 مليار دولار أميركي على مؤسسة كهرباء لبنان وحتى هذه اللحظة لا كهرباء.
3- انجاز دفع تعويض مئات الملايين من الدولارات لشركات الخليوي في صفقة مشبوهة تجعل وكأن الدولة لم تلتزم بالعقود.

4- انجاز سوكلين وأغلى معالجة طن نفايات على وجه الأرض
5- انجاز سوليدير ونهب أملاك المواطنين
6- انجاز أسوأ انترنيت في العالم

7- انجاز مرسوم التجنيس وشوائبه
8- انجاز مجالس رديفة (انماء واعمار، مهجرين، الجنوب الخ...) تأكل من درب الدولة لحساب أزلام وصرف نفوذ
9- انجاز ترخيص لحزب تكفيري لا يعترف بالدولة اللبنانية
10- أما حبة الكرز على قالب الحلوى، فهو انجاز قانون عفو عن إرهابيين قتلوا ضباط وعناصر في الجيش اللبناني كما وعن إرهابي قتل رئيس حكومة أثناء ولايته وليس كما هو حال الشهيد، رئيس حكومة سابق.

هل تذكرون سمير جعجع؟
في كل مناسبة يطلع علينا ببيت شعر من صف البكالوريا.
ولا يخجل بأن يدّعي البطولات وتبني المقاومة أباً وأماً وابناً.
للمفارقة حاولت جاهداً أن استذكر بعض محطات "بطولات" جعجع و"مقاومته" ولم أجد سوى هزائم في وجه الفريق الآخر، أما الانتصارات والمقاومة فلم تكن سوى على أبناء جلده:
- هزيمة خروج الكتائب والجبهة اللبنانية من شمال لبنان ليصبحوا منبوذين وغير مرحّب بهم.
- هزيمة مقاومته في الجبل والشوف ضد الاشتراكي، الفلسطيني والسوري، بالإضافة إلى تهجير جميع القرى المسيحية في الجبل.
- هزيمة مقاومته في شرق صيدا وتهجير المسيحيين من ديارهم
.
أما انتصاراته فهي كثيرة وللأسف على المسيحيين فقط:
- انتصاره في مجزرة أهدن وإبادة عائلة طوني فرنجية وعشرات المسيحيين ممن كانوا في القصر
- انتصاره في "الأمر لي" وقتل أكثر من 800 شاب مسيحي في المجلس الحربي فقط لأنهم مع حبيقة
- انتصاره في تفجير كنيسة زحله في محاولة لاغتيال حبيقة واعتذاره من المطران قبيل انتخابات 2009
- عملية "ماد ماكس" ومحاولة قتل قائد الجيش آنذاك ميشال عون ولما فشل استعان بالجيش السوري لينتصر في 13 تشرين
- انتصاره في تصفية ضباط وعناصر الجيش اللبناني في ثكنة عمشيت
- محاولة تصفية سرية المغاوير في ثكنة أدما ولما فشل، انتصر بتفجير جميع طائرات الهليكوبتر في الثكنة.
- انتصاره في تصفية داني شمعون وعائلته

تلك كانت عينة صغيرة من الانتصارات التي حققها "سيد المقاومة" جعجع لكي لا ننسى المحكمة العسكرية لقواته في ضبيه واعدام غسان لحود وسمير زينون بجرم التعامل مع ايلي حبيقة ومحاولة قتل "القائد". ويشاع أيضاً بأنه متهم في تصفية غيث خوري وزوجته، الياس الزايك وغيرهم ممن عارضوا سياساته...

ها هو اليوم وبكل وقاحة، يطلع علينا السيد جعجع "أب وأم وأبن المقاومة" ليحاضر عن العفة ويدين الاغتيال السياسي!

يطول الحديث عن بوتقة 14 شباط ويلزمنا صفحات من الكتابة لتعداد "انجازاتهم" فرداً فرداً، ولكننا نختم ببعض المحطات بهدف الاستذكار وعدم فقدان الذاكرة الجماعية مرة بعد مرة.

فهل يذكر طلاب الجامعة اليسوعية تحديداً، كيف أن القوات اللبنانية وبأمر من ستريدا جعجع رفضوا التظاهر الى جانب التيار الوطني الحرّ في 23 تشرين 2004 لأن شباب الوطني الحرّ رفعوا شعار 1559؟

هل يذكر هؤلاء الطلاب بطولات سامي الجميل الذي كان ينتظر في آخر كل تظاهرة ليأكل شباب التيار الوطني الحر العصي وعندما يتأكد من أن كاميرات التلفزيون قد حضرت، يتقدّم إلى الصف الأمامي ويتدافع مع بعض العناصر الأمنية ليصبح وكأنه هو قائد المظاهرة؟...

هل تذكرون فارس سعيد الذي سوّق له في قضاء جبيل بأنه صديق الرئيس لحود والمصلحة الجبيلية تقضي بانتخابه؟ علماً بأنه في فترة حكم الحريري كان من أصحاب المعارضين له، على التلفزيون فقط لا غير.

فإذا بفارس سعيد يكون رأس حربة في شتم الرئيس لحود وتهميش الموقع الماروني الأول بعد استشهاد الحريري!

وهل تذكرون بطرس حرب؟

حدّث ولا حرج.

كلنا يعلم كيف كانت المخابرات السورية ترسل له فانات الناخبين من طرابلس وضواحيها في كل مرة كان عليه خطر السقوط في الانتخابات وكان من أشد المتكلّمين فقط لاغير ضد سياسة الحريري الشهيد.   

هل تذكرون أيها اللبنانيون جلسات الثقة في عهد الرئيس الشهيد رفيق الحريري؟

هل تذكرون بأن الشهيد لم يكن يشعر بالحاجة لدخول الحمام وترك القاعة إلا عندما يأخذ الكلام فارس سعيد وبطرس حرب؟

كان الاعتقاد السائد بأن بعض الكلام ضد الحريري والوصاية السورية، ينفس احتقان الشارع المسيحي ولا يؤثر على الخط البياني لتلك السياسة.  فكان الرئيس الشهيد بغنى حتى عن سماع "الكلام" وكان يفضل الدخول إلى المرحاض بدلاً عن ذلك....

كل ذاكرة جماعية وأنتم بخير.

Comments

Popular posts from this blog

كل الحق عالـ 7-1 ، وصلت إلينا ونقشت!

فخامة الرئيس غبطة البطريرك

عن المنع والمقاطعة