#أخبار_بالكيلو 11/02/2019 هل تدرون ماذا تفعلون؟


# أخبار_بالكيلو، هل تدرون ماذا تفعلون؟

هنالك من يصف الحرّية بثالوث: المعتقد، الرأي والجسد.
لن أستفيض في كليشيه حرّية المعتقد والرأي.
أمّا حرّية الجسد، فهي مطّاطة الترجمة وكل واحد فينا يمارسها بطريقة مختلفة. تبدأ بأن الجسد خطيئة، وتنتهي بتحرّره المطلق من أية قيود إجتماع-دينية.
لكن شبه الأكيد هو بأن معظم (سطرين تحت معظم) البشر، قد صار لهم حياتين ووجهين نتيجة لممارسة هذا الثالوث.
لن أعود بالتاريخ إلى سدوم وعمورة ولا إلى طقوس إغريقية وثنية حيث كان تحرّر الجسد مرتبط بطقوس جنسية.
كما ولن أعود إلى حقبة ألمانيا ما بين الحربين الأولى والثانية، لأن ذلك لم يكن تحرّراً بل إستعباداً جنسياً مقيتاً بقي حتى وصول حزب هتلر إلى السلطة، فقام بحظره...
سأبدأ إذاً من حقبة الهيبيز وما تلاها من "ثورات" نقيضة لها. فمن وقتها ومعظمنا (منعاً للتعميم) يعيش بوجهين نقيضين:
وجه زائف مكشوف للمجتمع ومتطلبات طقوسه، إن بالمأكل، المشرب والملبس، وإن بإسقاطاته الإيديولوجية والتربوية...
ووجه آخر حقيقي، يعكس جوهرنا وتصرفاتنا الخالية من التصنّع والأقنعة، نكشفه فقط في الغرف المغلقة.
ولم يكن ينقص هذين الوجهين سوى هاتف ذكي وحساب تواصل إجتماعي.
لذا، تجدنا نقرأ لمحاضرٍ بالأخلاق وبالمساواة على التايملاين وهو نفسه، بلا أخلاق ومعنّف نساء في منزله أو تحت الهواء.
بالمقابل، نجد المستفزّ بالعريّ وبالبذاءة على التايملاين، خجولاً بالكاد نسمع صوته في المنزل...

هذان الوجهان دفعا "معظم" روّاد التواصل الإجتماعى، كما السياسيين والإعلاميين في اليومين الماضيين، إلى إهانة إنسان والحكم عليه سلباً وإيجاباً، لأنه قد قرّر عن وعي أو عن ساعة تخلّي، بأن ينهي حياته الجسدية.
لقد قام هؤلاء من خلال وجههم الثاني، بالتنكيل في تاريخ ومستقبل عائلته، والتي سوف تعيش بقيّة حياتها، مُغتَصَبة الخصوصيّة، ذليلة لمتبرّعين (غرباء) متفاصحين، وتحت وطأة عاطفة مصطنعة، ظهرت وانتهت بتغريدات فاشينيستا إعلامية، سياسي مشكوك بأخلاقياته وكثيراً من المتطفّلين!
فهل تدرون ماذا تفعلون؟

فاصل ٢٤ساعة ونعود.

Comments

Popular posts from this blog

كل الحق عالـ 7-1 ، وصلت إلينا ونقشت!

فخامة الرئيس غبطة البطريرك

عن المنع والمقاطعة