#أخبار_بالكيلو 18/12/2018 عن ثقافة الحزن


# أخبار_بالكيلو عن ثقافة الحزن

يقولون بأن "القلّة تولّد النقار" وقد تكون هي السبب لكل هذا النكد الذي نعيشه يومياً...
من عادتنا أن نتجنّب التعليق على مواضيع الإلهاء اليومي "للشعوب" اللبنانية في مواقع التواصل الإجتماعي، لكن هذا الموضوع بالذات، مهمّ لأنه قد أضحى ظاهرة إجتماعية مخيفة بعد أن صار من العار على المرء أن يفرح إلا باستشهاد أبنائه!
مع كامل احترامنا لقدسيّة الشهادة وانحنائنا لهذه التضحية الأسمى عند البشر، لكنه من غير المقبول بأن تكون وحدها فقط مصدراً للفرح، وطوبى لمن استطاع ذلك بموت فلذة كبده!
فلا أحد ينكر أو يقلّل من شأن إيمان البعض ونظرته للموت وللحياة قبله وبعده، لكن علينا أن نعلم بأن الفرح كما الحزن، هو جزء من حياتنا وعلينا جعله الجزء الأكبر فيها إن أردنا نفسيات صحيّة وصحيحة.
فمن أين أتى هؤلاء الذين ينغّصون على أب يفرح بولده، على جمهور يفرح في حفل فنّي، أو على شريحة تمارس طقوسها في ما تعتبره عيد الفرح؟
ما هي هذه الثقافة التي تستحضر الموت، الفقر والجوع في مجاهل الأرض كافة، وتستأجر النساء الباكيات، بمجرّد أنها رأت إنسان، عائلة أو مجموعة سعيدة؟
ألا يكفي بأننا قد دمّرنا بلدنا بالحرب الأهلية تحت شعار وأكذوبة حروب الآخرين على أرضنا؟
ثم دمّرنا بأسلوب ممنهج مدارسنا وجامعاتنا بعد الحرب، وذلك عبر إنشاء مؤسسات لا تليق بتسمية صرح تعليمي. فكان تزوير الشهادات وتخريج جيل يجهل كل الأصول واللياقات، يجهل أبسط قواعد حرّية الإختلاف كما يجهل الثقافات والحضارات. وأصبحنا كالغربان، لا نبشّر سوى بالموت، وقد صار الفرح عيباً يجب أن نمارسه كالجنس في غرف موصدة الأبواب!
آن الأوان لإعادة النظر بمن نكون وإلى متى سنمضي في هذا الإنحدار؟
 # فكروا_فيها 
فاصل ٢٤ساعة ونعود

Comments

Popular posts from this blog

كل الحق عالـ 7-1 ، وصلت إلينا ونقشت!

فخامة الرئيس غبطة البطريرك

عن المنع والمقاطعة