#أخبار_بالكيلو 24/01/2019 عن التمايزات المجتمعية


# أخبار_بالكيلو عن التمايزات المجتمعيّة.

في لبنان وفي كثير من العالم العربي، نجد تمايزات مجتمعيّة تتراوح بين البسيطة والفاقعة جداً.
لكن أكثرها تمايزاً، هي نظرة بعض المجتمعات إلى الفقر وتعريفه. فيكون الفقر نوعاً من "ليسيه باسيه" لكل ما هو موبقات، ارتكابات ومخالفات للقانون تحت حجة وتبرير "حرام، فقير عندو عشر ولاد، والدولة مش شايفة غيرو"!
هذه الثقافة، تحرّض على رجل الأمن وشرطي السير عندما يوقف أحدهم ويحجز دراجته النارية لأنه يقودها بلا خوذة، أو لأنه بعكس السير أو لأنها لا تحمل لوحة تسجيل مثلاً...
وبدل أن نشكر رجل الأمن، يحنّ قلبنا على المخالف لأنه فقير وعنده عشرة أولاد!
فقر عقولنا يجعلنا نتجاهل بأن القانون يحمي أولاً، حياة سائق الدراجة النارية (الفقير)، عندما يجبره بالخوذة، كما عندما يجبره على احترام اتجاه وإشارة السير، فلا تدهسه آلية قادمة باتجاه صحيح، ويخترب بيت من يحترم القانون كما بيت أولاد الفقير العشرة!
إن هذه الثقافة المجتمعيّة السيّئة، قد منعتنا من بناء دولة مؤسسات، تحترم حياة الفقراء قبل غيرهم. بالإضافة إلى أنها قد خلقت ثقافة موازية وحاقدة على كل من هو ناجح في وظيفته أو في مؤسسته ويعيش حياة فيها من الإكتفاء المستحق بعرق الجبين.
ونفس العيّنة التي تستعمل الفقر كحجّة لتبرير الموبقات والإرتكابات، نجدها لا تعترف بالنجاح في الأعمال، الشركات أو المصارف. فبالنسبة لها، كلمة رجل أعمال تعني فقط صفقات مشبوهة، ربما لما تراه حولها من تجار ممنوعات وموظفين فاسدين قد صاروا أثرياء!
هذه البيئة لا تستطيع أن ترى رجل سياسة ناجح، نشيط ونزيه، فترشقه أوتوماتيكياً بعبارة "متلو متل غيرو"، أي كالذي تعوّدت عليه هي، وتنتخبه مكرهة، كي لا يحرمها من الفتات الذي يرميه من فضلات زوجته وأولاده...
فبلادنا لن تتقدم أبداً، إذا لم نغيّر هذا السلوك والذي أصبح كحجر الرّحى، ثقيل لدرجة أنه يشدّ بمجتمعاتنا نزولاً مهما حاول المصلحون رفعها.
 #للتأمل
فاصل ٢٤ساعة ونعود 

Comments

Popular posts from this blog

كل الحق عالـ 7-1 ، وصلت إلينا ونقشت!

فخامة الرئيس غبطة البطريرك

عن المنع والمقاطعة