# أخبار_بالكيلو عن دستورنا السرّي
قرأنا كثيراً عن بعض الجمعيّات السريّة التي تحكم العالم،
كما قرأنا عن بعض المعتقدات والمذاهب الباطنيّة. لكننا لم نقع على أي دستور باطني أو سرّي يحكم بلداً.
ولأن لبنان منذ نشره الأبجديّة، كان السبّاق في كل ما هو جديد، فقد أُنزِل علينا دستوراً صُنِع في الخارج. والأدهش من ذلك كله، فهو يحمل إسم البلدة التي كُتِب فيها خارج الوطن!
دستور بمعظمه سرّي وباطني كما صار معروفاً، يستعمله من يملك #فائض_القوة، ساعة يشاء وبحسب ما يشتهي.
فكان العجيبة الثامنة من بعد عجائب الدنيا السبع...
لندع على جانب فكرة ما هو مدوّن، مطّاط، قابل للإجتهاد، وقد كُتِب على قاعدة بأن وصيّاً خارجيّاً يمارس (بالعصا والجزرة) دور تفسيره، هنالك ما هو أبشع بكثير ولا يشبه أية دولة أخرى في التاريخ، حتى في ما قبل شرعة حمورابي!
هل يُعقل مثلاً ونحن في العام ٢٠١٨، بأن يستلمنا منذ ربع قرن، ويهين ذكاءنا بإسم الدستور، أمير حرب قد صادر السلطة بواسطة إنتخابات صوريّة شارك فيها ١٣% فقط من اللبنانيين بعد الحرب، ومدعوماً من جيش غريب محتل وكمّ هائل من الشباب المسرّح من الميليشيات، العاطل عن العمل، المسلّح والمشبّع حقداً وغرائزيّة؟
هل مسموح في القرن ٢١، بأن يكون دستور الدولة، عبارة عن أرانب، برانيط، تدوير زوايا وفذلكات متناقضة يوميّة تتماشى وأهواء المتسلّط فقط؟
وكل ذلك يأتي تحت شعار "لقد ناقشناه في الطائف ومدوّن في المحاضر السرّية"، التي يخفيها سلف الخلف منذ ٣٠عام؟!
كيف لنا أن نقبل هذه المهزلة المذلّة في كل مرة يحصل نقاش أو قرار لا يناسب شهوات العرّاب؟
أما إذا أكملنا على هذا المنوال، سيأتي يوم ويكون لمحاضر الطائف المغيّبة ووريث محفلِها الحالي، دوراً تنافسيّاً أو تكامليّاً مع الجمعيّات السريّة العالميّة الأخرى.
وسيكتب أصحاب نظريّات المؤامرة، عن المتنوّرين (illuminati)، عن الكابال، عن البيلدربيرغ، عن عائلة الروثتشايلد، تماماً كما عن عائلة الأخ الأكبر في لبنان... و#الله_أعلم!
فاصل ٢٤ ساعة ونعود.
Comments
Post a Comment