غلطة عدم التسويق الكافي لقانون الإنتخاب الأرثوذكسي... (جوزف الخوري).

Article published on 01/02/2017 at http://www.tayyar.org/News/Lebanon/128818


أمام الحائط المسدود الذي وصلت إليه معظم الكتل السياسية في إنجاز قانون إنتخاب يرضيها ويحافظ على مكتسباتها، نجد أنفسنا بموقع اللوم والعتب على كل من رفض القانون الأرثوذكسي بتسرّع وعلى كل من قصّر في تسويقه بالإتجاه الصحيح.
 
قبل البدء بتشريح أعلاه، يجب أن نقرّ ونعترف بأن كل همروجة قانون الإنتخاب محلولة بعنوان واحد، هو النسبية المطلقة ضمن لبنان دائرة إنتخابية واحدة. لكن أمام الإقطاع والزبائنية السياسية، تصبح معايير المساواة والعدالة في مهب الريح، للأسف!
 
بالعودة إلى القانون الأرثوذكسي، فهذه هي ملاحظاتي وإن كانت خاطئة أوغير دقيقة، ليطلع أحدهم ويشرح لي وللمواطنين أين هو الخطا؟
 
هل يدري اليساري والعلماني بأنه حين رفض الأرثوذكسي بمنطق عنوانه وبطريقة إنتخاب طائفية تثير حساسيته، قد خسر أكبر فرصة له ليحصل ربما على أكبر كتلة علمانية بتاريخ البرلمانات اللبنانية؟
 
سأشرح ذلك:
 
القانون الأرثوذكسي هو عبارة عن تأليف لوائح من مذهب واحد على كامل لبنان وينتخبها بالنسبية المنتمون الى تلك المذاهب في كل لبنان. بمعنى آخر فإن الشيعي في الجنوب، ينتخب لائحة تضم كل مقاعد الشيعة في كل لبنان، وهكذا لبقية المذاهب.
 
السؤال: ماذا لو ألّف اليسار والعلمانيون الموارنة لائحتهم، والسنّة أيضاً، ولائحة يسار علماني شيعة وأخرى دروز، ولائحة يسار علماني أقليات؟ 
 
ولأن الإنتخاب نسبي لبنان دائرة واحدة، كان من الممكن لتلك اللوائح أن تأخذ نسبة تؤهلها للفوز ببعض المقاعد من أمام محادل الأحزاب التقليدية الطائفية، وكان من الممكن أن نرى في المجلس النيابي أعلى رقم لمقاعد العلمانيين بتاريخ المجالس النيابية اللبنانية وقد تكون من أكبر الكتل.
 
في المقلب الآخر والسؤال إلى تيار المستقبل الذي رفض الأرثوذكسي بمنطق أنه حزب متنوع طائفياً:
 
حسناً، سنصدّق ذلك ونسأل: ماذا لو ألّف المستقبل لوائح من موارنة وكاثوليك وأرثوذكس وشيعة ودروز؟
 
بالنسبية، صار ممكن لتلك اللوائح أن تنل الحاصل التأهيلي وتفوز بحجم معيّن وتأخذ من حصة الأحزاب المسيحية المحدلة بالقانون الأكثري، صح؟
 
تماماً كما يمكن للتيار الوطني الحر أو لأي حزب آخر أن يؤلّف لوائح من مذاهب متعددة وقد تخرق بالنسبية.
 
أما إذا كان خوف المستقبل من الأرثوذكسي هو بوجهه النسبي ضمن البيت السني وبالتالي يتيح للمعترضين أمثال ريفي وغيرهم بأن يأخذوا مقاعد، فالحل هو باعتماد ما يعرف بالbrand B أي بأن يؤلّف المستقبل نفسه لائحة A وهي الأساسية والعلنية ومن ثم يؤلّف لائحة B تحمل أسماء قد توحي بأنها ليست حزبية أو حتى ظاهرياً معترضة.
 
فإذا خسر المستقبل الفائز ب70% من السنة بالأكثري لتصبح حصته بالنسبي 45% مثلاً، تأتي اللائحة B لتفوز ب20% وهكذا يكون قد حافظ على تمثيله وربما قد يخلط تنوعّه أكثر إذا ألّف لوائح من غير مذاهب وفاز بخرق هنا أو هناك بنيله الحاصل الإنتخابي.
 
ما ينطبق على المستقبل الخائف، ينطبق أيضاً على جنبلاط الإقطاعي.
 
اللعبة في الأرثوذكسي تكون إذاً في ذكاء تكوين اللوائح برأيي وعندها سوف يتمثّل الجميع بحجمه الطبيعي وقد نجد تنوّع لم نجده سابقاً في حال حصل خرق بنسبة التأهيل في غير مذاهب من الأحزاب ذات الأكثرية المذهبية الواحدة.
 
أخطأوا بالرفض؟ 
 
أخطأوا بكيفية التسويق؟
 أنا أقول نعم وهذا رأيي.غلطة عدم التسويق الكافي لقانون الإنتخاب الأرثوذكسي.الخوري)

Comments

Popular posts from this blog

كل الحق عالـ 7-1 ، وصلت إلينا ونقشت!

فخامة الرئيس غبطة البطريرك

عن المنع والمقاطعة