كلام بالمدني

كلام بالمدني.... (جوزف الخوري)
Published, and here is the Link: https://www.tayyar.org/News/Lebanon/198791/

كنت أفضّل أن أؤجل ما سأكتبه إلى ما بعد الإنتخابات، إلا أن تفلسُف البعض واستفزازهم دفعني إلى الرد الآن.
تتحفنا جماعة "المجتمع المدني"، "كلن يعني كلن" وأخواتهما بانتقادهم الدائم للسلطة وبمن هم في موقع السلطة.
يتكلّمون بزهد، وترفّع تجعل المحازبين يشعرون وكأنهم يرتكبون إثماً ما.
يجتزئون من خطاب ليصوّبوا على حزب، جماعة وقيادتها.
يجتزئون من مقررات حزبية بعدة بنود بنّاءة تصويبية للعمل الحزبي، يلتقفون بنداً وحيداً قد يكوّن إشكالية لبعض الخبثاء، فيصوّبون سهامهم على الحزب وقيادته.
كمحازب، لطالما تجنّبت الدفاع من منطق الواجب ولكن من منطق أن من يعمل لا بد أن يخطئ وعندما يخطئ، لا بد أن يصوّب.
‏لكن حتى بهذا الأسلوب الدفاعي السلس، وجدوا طريقة إتهامية أخرى ينعتون بها المحازبين بأكثر العبارات احتقاراً.
ومرة أخرى تشعر وكأنهم أسياد هذا الكون ويمتلكون مفاتيح الفهم والتحليل ومتحررين من أي حزب لأنهم أكبر من أن يصطفّون في مجموعة.
أما ملهمهم وسيّد أفكارهم الذي كنا من أشد المعجبين به، فاتضح بأنه طامح للسلطة مثل أي طامح آخر وهذا حقه، ومستعد بأن يتحالف مع الشياطين الحمر ليصل إلى هدفه.
كل هذا كان مقبولاً في مجتمع كلبنان إلى أن وصل الأمر للترشيحات وبدأت فرقهم الإنفرادية تعلن ترشيحاتها، وحتى الآن لا بوادر أمل بتشكيل لوائح مكتملة من تلك المجموعات.
‏أما الأمر المضحك المبكي، فهو تهكّمهم الدائم على من دخل السلطة وشارك النظام، فاعتبروه خان مبادئه، بينما هم يهرولون إنفرادياً للترشح من ضمن هذا النظام وللدخول إلى هذه السلطة ومشاركة من هم فيها.
لكن الذي سوف أنتظره بفارغ الصبر، فهو عندما تخرق إحدى لوائحهم (إن اتفقوا على واحدة) ويحصلون على مقاعد نيابية، فهل سيستقيلون في النهار الثاني لأنهم لا يملكون أكثرية وبالتالي كل معارضتهم ستكون كلاماً بكلام؟ أم سيقولون ها إننا نعارض ولكننا لا نملك الأكثرية لنفرض مشروعنا؟
‏أعتقد بأن الإحتمال الثاني هو الأقرب إلى المنطق والأيام القادمة ستثبت ذلك...
بالختام، أتوجّه لمناصري هؤلاء بالقول:
خففوا فلسفة، تنظير وطوباوية.
‏إذا كنتم بالفعل زاهدون بالسلطة وبمن فيها، ها هي التيبت في انتظاركم. أو لا، فحتى نسّاك التيبت إنتفضوا ويريدون استقلالهم والسلطة الخاصة بهم.
وعليه، لم يبق لكم سوى زاوية في ضواحي الهند تجالسون بها معلّم هندوسي وتزهدون سوياً بالأحزاب ومناصريها، بالسلطة ومن يعمل من خلالها علّ وعسى ينجح بتغيير شيء ما.
سلام والتمنيات لكم بالنجاح.

Comments

Popular posts from this blog

كل الحق عالـ 7-1 ، وصلت إلينا ونقشت!

فخامة الرئيس غبطة البطريرك

عن المنع والمقاطعة