وزارة المرأة

Published on tayyar.org 19/12/2016
http://www.tayyar.org/News/Lebanon/120388

تشكّلت الوزارة وبمدة زمنية قصيرة قياساً لسابقاتها وهذا تطور إيجابي.
أما الإعتراض فقد جاء على حقيبة الدولة لشؤون المرأة والتي قد أوكلت الى رجل.
إستفزتني التعليقات وعوضاً أن تكون اعتراضاً على الحضور شبه المعدوم للمرأة، كان على جندرية الحقيبة للأسف!
قليلون وقليلات وجدوا بأن المرأة غير ممثلة قياساً لتمثيل الرجل بينما كثيرون وكثيرات أتحفونا بالتمييز الجندري لحقيبة شؤون المرأة وكأن الحقيبة هي بوتيك متخصص بالملابس الداخلية النسائية!
 
سيدتي الكريمة،
أنت نصف المجتمع ومساواتك بالحقوق والواجبات مع الرجل ليست منّة من أحد وخاصة من الرجل نفسه.
إن أسوأ ما قد يحصل لكِ هي تلك المسمّاة "كوتا" نسائية وبرأيي، هي تشبه علامات الإستلحاق في الشهادة الثانوية بالإمتحانات الرسمية. فالطالب الراسب يحصل على نقاط إستلحاق ليصبح ناجح ولا أعتقد بأن هذا مستحق!
 
سيدتي، ماذا يمنعك بأن تفرضي نفسك في الشأن العام؟
نتعلّم في نفس المدارس وفي نفس الجامعات وأذكر بأن كثيرات كنّ الأوائل في صفوفنا.
نذهب الى سوق العمل سوياً وبنفس الفرص، لماذا عليك أن تنتظري سمحة نفس من هنا أو هناك؟
 
ألم يلفتك موقف رئيس التيار الوطني الحر، الوزير جبران باسيل في الأسبوع الفائت، حين رفض التوقيع على تأهيل 8 هيئات محلية بسب فقدانها للعنصر النسائي؟
مشكور الرئيس باسيل لأنه طبّق النظام الداخلي للحزب ولكن التقصير هو منكِ سيدتي وليس من الرجل.
 
طيّب، ألا تستفزّك بأن يصبح التنافس بين بعضهن هو بعدد عاملات المنازل عندهن؟
والأسوأ المخجل على المستوى الإنساني، هو التنافس والتشاوف (frime) بإثنية العاملة؛ فالفليبينية هي أعلى درجة من الكينية والكينية من السيريلانكية والسيريلانكية من الإثيوبية والإثيوبية من البنغلاديشية؟!!!! أهذا ما تطمحين له سيدتي؟!
 
هل صار كل طموحك بتمضية النهار في تركيب الإكستانشن وتقليم الأظافر وحقن ما يجب حقنه؟ أما الذهاب إلى المدرسة فأصبحت دلالاته الى جانب السيارة الثمينة، بأن يكون لديك سائق ومعك إثنتان من عاملات المنازل، واحدة ترافقك لتحضري إبنك والثانية لتحمل حقيبته المدرسية وأنت تتمخترين بخزانة الملابس على جسمك؟
 
وها أنكِ فجأة تجدين نفسك من دون تمثيل في الشأن العام وتصبحين "فيمينيست" مناضلة.
 
لا سيدتي، أنتِ نصفي وحبّة مسك وإذا أردتي أن تلعبي دوراً سياسياً واجتماعياً، لا أحد يمكنه منعكِ تماماً كما لا يمكنه منحكِ ما لا تستحقينه.
وعندما أطلب منكِ بأن تفرضي نفسكِ، هذا لا يعني بأن تتخلّي عن الحفاظ على رشاقتكِ، أنوثتكِ وأناقتكِ. فالأولى لا تلغي الثانية أبداً.
 
كفانا جمعيات نسويّة كل أهذافها غداوات وعشاوات لإبراز ما هو خارجي وللتفشيخ في ما بينكنّ.
إفرضي نفسك علينا بجدارتك ولكِ مني وعد بأنني سأكون من أول الناخبين لكِ.
 
بكل احترام.
 
جوزف الخوري

Comments

Popular posts from this blog

كل الحق عالـ 7-1 ، وصلت إلينا ونقشت!

فخامة الرئيس غبطة البطريرك

عن المنع والمقاطعة