في بلدي وميشال سليمان

published on 24/05/2015 at Tayyar.org : http://www.tayyar.org/News/Lebanon/6513/%D9%81%D9%8A-%D8%A8%D9%84%D8%AF%D9%8A-%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%B4%D8%A7%D9%84-%D8%B3%D9%84%D9%8A%D9%85%D8%A7%D9%86-

في بلدي،
أقف على الاشارة حمراء قبيل ممر المشاة منتظراً الضوء الأخضر لأنعطف يساراً. فيأتيني السائق المتذاكي من جهة اليمين ويقفل ب45 درجة أمام سيارتي ضارباً بعرض الحائط ممر الممشاة. ثم يأتيني الحذق ليقف بدرجة 45 أمام سيارة المتذاكي ومتخطياً ممر المشاة. ثم تكتمل الصورة حين يقف أبله على يميني منتظراً إشارة اليسار ومغلقاً السير أما السيارات المتوجهة بالخط المستقيم وإشارتهم خضراء!
في بلدي،
نقابات أقوى من القانون.
فمن دون موافقة نقابة المهندسين، لا يمكنني الحصول على رخصة بناء والمفروض بمتعلّمين جامعيين ومهندسين أن يفقهوا بالحس البيئي والذوق العام ويرشدونني إلى الحفاظ على المساحات الخضراء وإعادة التشجير، ولكنهم يفعلون العكس.
هم يوجهونني كيف أستغل شبر الأرض وأزعبر على التنظيم المدني لأستثمر أكبر قدر ممكن من الباطون مكان الأشجار والمساحات الخضراء.
وإذا ناقشت مهندساً معمارياً حول هذه الهمجية في البناء، كان جوابه اذا لم أفعلها أنا سيقوم بها زميل لي وأخسر المشروع. فالزبون لا يهمّه البيئة بقدر الاستثمار والإفادة المادية!
نقابة الأطباء هي التي تقرر محاسبة طبيب إن أخطأ أو حتى ارتكب فعلاً جرمياً ضمن مهنته، كالاتجار بالأعضاء مثلاً بحجة التخلّص من كلية غير صالحة!
فالطبيب محصّن والمريض عاري من أي حقوق.
نقابة المحامين تمنح حصانة لمنتسبيها وعلى القانون انتظار حضور النقيب أو من ينتدبه في حال أراد توقيف محامي أو تفتيش مكتبه إن وجدت دعوى أو شبهة بحقه.
في بلدي،
المستشفى الحكومي والإدارة العامة هي مكان للفوضى والأوساخ بدءاً من مدخل المؤسسة العامة وصولاً الى مكاتبها وأحياناً الموظفين والعاملين فيها.
في بلدي،
أن تكون أسناني نظيفة هي ميزة للميسورين فقط وعادي جداً أن تجد الفقراء بلا أسنان أو حتى بأسنان أكلتها السوسة أو الجير الأصفر والأسود. فلا تغطية صحية للأسنان.
في بلدي،
من العادي جداً أن ترى عنصر أمن داخلي في بدلته الرسمية وسلاحه الأميري يقود دراجة نارية (سكوتر) بدون لوحة تسجيل ولا يرتدي خوذة وفوق هذا، يقطع الإشارة الحمراء دون سبب أو أمر مهمة.
في بلدي،
تجد أحدهم يلصق صوره كمرشح رئاسي على جسور وحيطان عامة وآخر يخربش عواطفه وآخر يلصق إعلاناته منتهكين جميعاً القانون، النظافة والذوق العام، ولا تجد من يحاسبهم.
في بلدي،
يوجد في البرلمان نواب أهانوا الدولة والجيش ويعملون مع منظمات تكفيرية إرهابية وبدل محاسبتهم وسجنهم أقلّه، ها هم يمددون لأنفسهم. 
كما يوجد أيضاً وزراء يتظاهرون أحياناً الى جانب متضررين من أعمال وزاراتهم في مشهد سورّيالي خبيث وعبيط.
في بلدي،
يظن المواطن أن الدولة بقرة حلوب وعليه أن يستفيد منها بكل الوسائل المتاحة.
فيقوم بإنشاء أبنية مخالفة للقوانين ولمعايير السلامة مثلاً وعندما تسقط يوماً، تجده يتظاهر مطالباً بتعويض من الدولة التي إن عوّضت، فليس إلا لهؤلاء الذين موّلهم وسلّحهم بعض النواب ليتقاتلوا ويدمّروا منازل وأرزاق بعضهم بعضاً!
في بلدي،
كل تلك المصائب في كومة  
والمصيبة الأكبر هي بوجود مسؤول سابق، يعتبر الإستفتاء الشعبي والإنتخاب المباشر من الشعب وقانون الانتخاب العادل، نوع من أنواع الهرطقة والبدع الديمقراطية!

إنه ميشال سليمان

Comments

  1. بلدي دودو من عودو قبل أي تدخل من برّا المصيبة من خونة الداخل مثل سليمان وغيره!

    ReplyDelete

Post a Comment

Popular posts from this blog

كل الحق عالـ 7-1 ، وصلت إلينا ونقشت!

فخامة الرئيس غبطة البطريرك

عن المنع والمقاطعة