من دهنو سئّيلو

كتبته في 5 تموز 2007 
http://www.tayyar.org/News/Archive/26727

 من هذا المثل العامي، أنطلق في تحليل من العقل، واضعا" بعض الأفكار والتساؤلات التي قد يجدها البعض ملهما" للمرحلة المقبلة. 
  قبل المظاهرة الكبرى للمعارضة ببضعة أيام، كانت أجواء البلاد توحي بضخامة المظاهرة وبإحراج مدوي في صفوف جماعة (14 آذار). حتى وأن الرأي العام كان متحضّرا" وشبه متأكدا" بأن حكومة الرئيس السنيورة ساقطة لا محالة. واذ قبل يومين من موعد التظاهرة، يقتل الشيخ بيار أمين الجميل ويعوّم فريق (14آذار) على حساب دم أحد أفراده. والمقولة آنذاك بأن الهدف من اغتيال الشيخ بيار، هو لتخفيض عدد الأكثرية منعا" للمحكمة الدولية. أقرّت المحكمة الدولية في مجلس الأمن وأخيرا". فأضحت هذه المجموعة (14 آذار)، محرجة أمام الرأي العام لأن حجة المحكمة في كل شاردة وواردة انتفت ولم يبقى أمامها سوى القبول بحكومة وحدة وطنية. خاصة وأن بعض من أصدقاء الأمس في المجموعة الأوروبية تحوّل في هذا الاتجاه. والأهم من ذلك بان بعض من (14 آذار) كان قد ذهب في هذا الاتجاه، كالرئيس أمين الجميل والنائب سعد الحريري. 
فإذا بنا مجددا" نقف أمام إحراج جديد لمجموعة (14 آذار). لم يعد أمامها أية حجّة لرفض حكومة المشاركة. وبنفس الحركة التصاعدية للرأي العام تجاه التهيؤ لقبول استقالة الرئيس السنيورة وكأن الموضوع أصبح مبتوتا"، أتى اغتيال النائب وليد عيدو ليعوّم فريق (14 آذار) مجدّدا" وعلى حساب دم أحد أعضائه. وايضا" من دهنو سقّيلو.... ولكنّ هذه المرّة، المحكمة الدوليّة قد أقرّت، فما هي الحجة إذا"؟ تعطيل انتخاب رئيس الجمهورية؟ في الغريزة قد يجد هذا الجواب مكانا" وقد رأينا بالأمس بعض من التصرّفات الغرائزية. إنما في العقل، فمن الصعوبة بمكان أن يتقبّل هكذا حجّة. لماذا هي صعبة على العقل؟ لأن الموضوع قد حسم بالدستور وبالسياسة. بالدستور والعرف، تأكد للجميع بأن الثلثين هو النصاب القانوني لجلسة انتخاب رئيس الجمهورية. في السياسة، وبعد محاولات فريق الموالاة الاختباء وراء عباءة البطريرك الماروني، حسمها هذا الأخير وأقر بالثلثين. فما الحاجة إذا" إلى تصفية نواب الأكثرية؟ سؤال من العقل إلى العقل، في حال تركوا لنا مكانا" لذلك؟ كمواطن، أجد بأن بعض من الأكثرية قد باع نفسه للشيطان. بحيث أن هذا الشيطان وبتقاطع مصالح ومخابرات مستعدّ لتصفية أي كان للبقاء على أجندته. فليس بريئا" ما نسمعه في الإعلام الغربي عن "حكومة لبنان المنتخبة من الشعب" (The Elected Government of Lebanon) أو حكومة السنيورة (Seniora Governement). هذه تعابير مضلّلة للرأي العام وليست من أدبيّات الدستور اللبناني. فليست الحكومة تنتخب وليست هي حكومة فرد، إنما هي حكومة لبنان. في كل الأحوال يبقى السؤال، إلى متى سوف تستمر لعبة "من دهنو سقّيلو" ؟ أوليست هذه اللحظة هي لحظة الشجاعة كما طلبها الرئيس السنيورة البارحة من المعارضة؟ وكأنه ليس معنيا" بالشجاعة؟ أليست مفارقة أن يطالب المعارضة برفع اعتصام مخيم من مساحة موقف سيارات والمطلوب شجاعة الاستقالة لكي يحرج الشيطان ويفرط البيعة؟ أليست مدّعاة شك بأن تطلب الحكومة تحويل اغتيال الشهيد عيدو الى المحكمة الدولية، اما اغتيال الجيش والوطن في نهر البارد لم يحوّل الى هذه المحكمة؟! سؤال برسم الرأي العام علّه يجد جوابا" ناجعا". وألله يرحم جميع الشهداء. 

Comments

Popular posts from this blog

كل الحق عالـ 7-1 ، وصلت إلينا ونقشت!

فخامة الرئيس غبطة البطريرك

عن المنع والمقاطعة