تعليقاً على جلسات المناقشة العامة في المجلس النيابي اللبناني ...

كتبت هذا الرأي منذ عام تحديداً وبعد متابعة جلسات المناقشة العامة في المجلس النيابي اللبناني هذا الاسبوع أجد بأن رأيي كان ولا يزال "أكتوياليتيه" كما نقول في الفرنسية!

الشمس العونية

جوزف الخوري - 

يحكى بأنه وقبل ظهور الإنسان على الأرض، توجّهت الظلمة إلى الرب تشكي له على الشمس، قائلة:
أيها الرب أطلب منك أن تتكلّم مع الشمس وتقول لها بأن تدعني وشأني.
أينما أذهب وما أن أستقر قليلاً حتى تأتيني الشمس بنورها وتطردني.
أينما كانت الشمس، لا أجد مكاناً ولو صغيراً لي.
إنها تهيمن على وجودي وأطلب منك أن تتكلّم معها وتمنعها عن ملاحقتي.
ولأن الرب عادل رحيم، استدعى الشمس وسألها:
ما قصتك مع الظلمة ولماذا تلاحقينها أينما حلّت؟
تفاجأت الشمس وقالت للرب:
من هي الظلمة؟
أقسم لك بأنني لم أسمع بها ولم أصادفها ولا مرّة واحدة على مدى الزمن!


في تلك القصة نعلم جيداً بأن الشمس لا تكذب وإنها بالفعل لم تصادف الظلمة أبداً. فالشمس هي مكوّن فيزيائي وكيميائي موجود وله حجم ووزن ويمكن تحديده.
أما الظلمة فليس لديها كيان وجودي. ليست بمركّب فيزيائي ولا حتى كيميائي.
إن الظلمة موجودة فقط عندما تغيب الشمس...
عوداً على بدء، إنها الحالة نفسها مع التيار الوطني الحر. فهو الشمس وبوجوده لا مكان للظلمة.
من هنا نفهم لماذا حرب الخصوم كانت دائماً الغائية.
لأنهم كالظلمة، ليس لهم وجود كياني بل هم موجودون فقط بغياب العونيين.
نتذكّر حرب الالغاء (1988) التي أطلقوها عنواناً معكوساً عليهم بينما الحقيقية ظهرت لاحقاً وكانت لالغاء الشمس العونية وحلول الظلام الميليشيوي مكانها.
نتذكر حرب التحرير التي كانت لالغاء الحرية، السيادة والاستقلال الذي يمثلهم النور العوني واستبدالهم بوصاية وقمع الظلمة المتمثلة بالحريرية السياسية، الوكيل الحصري لما كان يعرف بالنظام الأمني خدام-كنعان-الشهابي.

نتذكّر اتفاق الطائف والمادة 49 التي اخترعت خصيصاً لمنع العماد عون من الترشح الى رئاسة الجمهورية والغائه دستورياً قبل كل شيء.

نتذكّر 13 تشرين 1990 ومحاولة الالغاء الجسدية لنور الحرية العوني.

نتذكّر الحلف الرباعي (انتخابات 2005) ومحاولة الالغاء الانتخابية لشمس التحرّر العونية.

نتذكّر  انتخابات 2007(فرعية المتن) وتدخل جورج بوش لمنع أصدقاء التيار في الولايات المتحدة من إرسال  مساعدات مالية للتيار الوطني الحر، لعلّ الظلام يحلّ ولو فرعياً على المتن الشمالي؟!.

نتذكّر المليار دولار في انتخابات 2009 واستيراد مغتربين من بينهم من فقد لغته الأم فقط لإحلال ليل قريطم حينها، مكان شمس التيار الوطني الحر.
نقرأ صحفهم السوداء ولا نجد سوى تعابير حاقدة نابية تعكس بما تنضح به عقولهم وشخصياتهم.
نتصفّح مواقعهم الالكترونية ولا نجد سوى هياكل عظمية ظلاميّة تعتدي على الذكاء وتتغذى من الغرائز.
نشاهد تلفزيوناتهم ولا نرى سوى ليل دامس ووجوه صفراء والسنة خشبية جافة لا تفقه سوى بالافتراء....
مع ذلك كله، لا زالت الشمس العونية تشرق وها هي تزيد إشعاعا بنورها، بينما ليل الحريرية السياسية وحاشيتها يقصر يوما بعد يوم.


Comments

Popular posts from this blog

كل الحق عالـ 7-1 ، وصلت إلينا ونقشت!

فخامة الرئيس غبطة البطريرك

عن المنع والمقاطعة