سقوط المفاهيم
منذ أن سيطرت الأقلية (التي تعتبر نفسها متفوّقة على باقي البشر)، على الإعلام، المصارف، هوليود والشوبيز، تغيّرت مفاهيم الحياة ومعادلاتها. مثلاً إذا رأينا فتاة على جانب الطريق تساوم زبون في سيارته على سعر ٥٠ ألف ليرة مقابل جلسة جنسية، لقلنا عنها "شرمو*ة" من دون تردد. أما إذا أخذنا نفس الفتاة من على الطريق وأخضعناها لعمليات تجميل وأصدرنا لها سي دي بصوتها (أوتوتيون) ودفعنا إلى كم إذاعة ومحطة تلفزيون لاستضافتها ولعرض أغنيتها، لجذبت المتموّلين والفنادق الفاخرة والحفلات الخاصة، وصارت عندئذ "فنانة" يفرش لها السجاد الأحمر. في مجال آخر، نقف على إشارة السير، فيركض صوبنا رجل أو إمرأة أو طفل مشوّهين معوّقين وسخين يطلبون المال. فنقول عنهم شحّادين، وفي معظم الأوقات، ننظر إليهم بازدراء، خاصة إذا رأينا مشغّلهم في إحدى زوايا الشارع ينتظر غلّة النهار. فلا نتعاطف معهم، لا بل نحتقرهم ونستشيص غضباً على مشغًلهم. أما إذا نجم أو نجمة تلفزيونية، سياسية أو إعلامية أخذوا هؤلاء "الشحادين" وعرضوهم على هواء مفتوح واتصالات مباشرة ومزايدات بمن يتبرّع أكثر، فيصبح النجم والنجمة المشغّلين